آخر الأحداث والمستجدات
الإحصاء العام للسكان و السكنى 2014، بين تلبية نداء الواجب و استهتار المسؤولين
استياء كبير عبرت عنه جل الكفاءات المشاركة في التكوينات الخاصة بالإحصاء العام للسكان و السكنى 2014، بعد الوقوف على سيل من الاختلالات التي طبعت طريقة اختيار المشاركين حسب المهام و المسؤوليات و مرورا بالمنهجية الكلاسيكية في التكوين و التي لا تخضع لأي معيار من المعايير الحديثة في التدريب، و وصولا إلى التعيينات التي لا تخضع لمنطق معين سوى مزاجية المشرفين الإقليميين لمندوبية الحليمي .
العديد من المشاركين عبروا عن أسفهم للمستوى الذي وصل إليه سوء تدبير هذا الاستحقاق الوطني الهام من طرف المسؤولين عن قطاع التخطيط بالمغرب ، كما عبر سابقا العديد من الطلبة و حاملي الشواهد العليا المعطلة عن امتعاضهم من الإقصاء الذي تعرضوا إليه بحرمانهم من المشاركة في هذه العملية كباحثين أو كمراقبين حسب أحقيتهم، و منهم من تم منعه بعد استدعائهم من طرف الجهات المسؤولة ليتفاجؤوا بقرار المنع بعد يوم أو يومين من التكوين و نفس الشيء سرى على العديد من رجال التعليم في غياب توصلهم باي مبرر .
المندوبية السامية للتخطيط لم تستطع بالرغم من مواكبتها اليومية بحكم طبيعة اختصاصاتها للتغيرات التي يعيشها المجتمع المغربي على جميع المستويات الديموغرافية و الاقتصادية و الاجتماعية و التعليمية و غيرها، من تعديل و تحديث معايير اعتمدتها لاختيار مختلف المسؤولين للقيام بالإحصاء العام للسكان و السكنى منذ بداية السبعينات من القرن الماضي، أي بعد مرور 5 عقود ( خمسة مراحل إحصائية ) ، لتستمر النظرة الدونية التقزيمية لأساتذة التعليم الابتدائي ( المعلمين ) و كذا الطلبة و حرمانهم من حقهم في تحمل المسؤوليات التراتبية في هذه العملية ( مراقبين / مكونين / مشرفين ) بالرغم من توفر العديد منهم على مؤهلات كبيرة سواء الأكاديمية ( شواهد عليا ) أوالمهنية و التكوينية فضلا عن مؤهلات أخرى تواصلية و تحليلية أبانوا عنها في فترة التكوين إلى جانب توفر معظمهم على تجارب ميدانية مهمة في المراحل السابقة .
فترة التكوين لم تمر دون تسجيل مجموعة من الاحتجاجات في مختلف مراكز التكوين في المغرب تم نشرها في مختلف صفحات الفايس بوك المعدة لتتبع عملية الإحصاء بين المكونين و المتكونين، لم تسلم منها بعضها بإقليم خنيفرة، أبرزها وقفة احتجاجية قام بها أساتذة التعليم الابتدائي بمركز أجلموس ، عبروا من خلالها عن استيائهم عما يقوم به المسؤولون الإقليميون للتخطيط من تكريس لنوع من التفييء و التفرقة بين أساتذة مختلف الأسلاك التعليمية بالرغم من أن الفئة المقصية من التعيين كمراقبين أو مشرفين ( أساتذة التعليم الابتدائي) تعج بالكفاءات و حاملي الشواهد العليا، و يتم الاعتماد عليهم من طرف الدولة لإنجاح جميع المحطات ذات الطابع الوطني . كما عبروا عن أسفهم للمستوى الذي تعامل به المسؤول الإقليمي للتخطيط بخنيفرة مع المتكونين في إطار جولة خاصة بداية مرحلة التكوين بنفس المركز تم خلالها طرح مجموعة من الاشكالات – إشهار معايير اختيار المراقبين ، تسليم شواهد التكوين ، التوصل بالمحافظ في بداية التكوين ...- تم تمريرها بوعود كاذبة بطريقة استحمرت المخاطبين الذين يعدون المحور الأساس في بناء مستقبل المغرب الذي يعد من أسمى أهداف الإحصاء العام للسكان و السكنى لهذه السنة .
عموما، إن إنجاح أي محطة من المحطات ذات الطابع الوطني يستلزم أساسا تحفيز المتعاونين فيها ماديا و معنويا، و احترام ذكائهم و مؤهلاتهم، و التعامل بوضوح تام و شفافية كبيرة مع كل أعضاء الفريق المجندين للقيام بمهامهم بكل روح التطوع و المسؤولية، و إلا سيكون مصير هذه المحطة الفشل ، و لهذا الغرض فلا بد من أن نهمس في أذن السيد أحمد الحليمي المندوب السامي للتخطيط و مسؤوليه الجهويين و الإقليميين، أن المغاربة بمختلف شرائحهم لا يتوانون في تلبية نداء الواجب و الوطن ، و أنهم دائما جنود مجندين وراء ملكهم ، لكن لا يقبلون بأي حال من الأحوال أن يتم التعامل معهم باستخفاف و استهانة، فالقطاع الذي يعهد إليه بالتخطيط لمستقبل المغرب على جميع المستويات، لا بد له أن يكون ماهرا في تدبير محطات صغرى لا تتجاوز تدبير الإعداد للنزول إلى الميدان لتنفيذ الإحصاء، ألا و هي مرحلة التكوين الذي عرف تعثرات كبيرة جدا في شتى مناطق المغرب ،و لعل لسان حال كل من سبق ذكرهم من المواطنين المغاربة يقول : نعم لنداء الواجب الوطني و لا ثم لا لمزاجية إدارة الحليمي .
الكاتب : | إدريس أبو أيوب |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2014-08-27 15:45:49 |